3.16 : العوامل المؤثرة على امتصاص الدواء: الحالات المرضية وعلم الأدوية

يمكن أن تؤثر حالات مرضية متعددة بشكل كبير على عملية امتصاص الدواء الفموي، من خلال التأثير على تدفق الدم ووظائف الجهاز الهضمي. وقد ارتبطت أمراض الجهاز الهضمي المختلفة، بما في ذلك الحالات التي تغير حركية الجهاز الهضمي، مثل الإسهال، وانخفاض إفراز الحمض (عدم إفراز حمض الهيدروكلوريك)، والعدوى، بانخفاض امتصاص الدواء.

إن المواد مثل الكحول والأدوية المحددة، بما في ذلك مضادات الأورام، يمكن أن تؤثر سلبًا على امتصاص الدواء. على سبيل المثال، يمكن للكحول أن يؤثر على الامتصاص من خلال التأثير على حركة الدواء والتفاعل مع الدواء نفسه. إنه يتلف الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي ويغير وظائف الإنزيمات والناقلات. من ناحية أخرى، تعمل الأدوية المضادة للأورام على تقليل الامتصاص من خلال الإضرار بالخلايا المعوية سريعة الانقسام، مما يؤدي إلى انخفاض مساحة السطح للامتصاص. مرض الداء البطني "السيلياك"، الذي يتميز بتلف الزغابات في الأمعاء الدقيقة، يقلل من مساحة السطح الامتصاصي ويغير إفراغ المعدة والنشاط المعوي. هذا التغيير يضعف امتصاص العديد من الأدوية، مثل المضادات الحيوية، والأسيتامينوفين، والبراكتولول. مرض كرون، الذي يتميز بالتهاب عبر الجدار، يعرض سلامة الأمعاء للضرر، مما يؤدي إلى تعديل عملية امتصاص الدواء. يؤدي قصور القلب الاحتقاني إلى تقليل كفاءة ضخ القلب، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي، ويسبب الوذمة المعوية. هذه الحالة تقلل من امتصاص الأدوية الفموية مثل مدرات البول العروية.

تؤدي اضطرابات الكبد، وخاصة تليف الكبد، إلى إضعاف تدفق الدم البابي واستقلاب الأدوية في المرحلة الأولى، مما يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية الجهازية والتوافر البيولوجي للأدوية. ونتيجة لذلك، تزداد أيضًا مخاطر السمية لبعض الأدوية. توضح هذه الاستنتاجات الدور المعقد الذي تلعبه الظروف المرضية المختلفة في التأثير على عملية امتصاص الدواء، مما يسلط الضوء على أهمية هذه العوامل في الاستراتيجيات العلاجية.