4.8 : الأحلام

أحدث سيجموند فرويد ثورة في فهمنا للأحلام من خلال اقتراحه أنها نافذة على العقل اللاواعي. ووفقًا لفرويد، فإن الأحلام ليست مجرد قصص تخلقها عقولنا أثناء نومنا ولكنها سرديات ذات مغزى عميق حول رغباتنا ومخاوفنا الخفية. وقد قدم مفهومين رئيسيين: المحتوى الظاهر والمحتوى الباطن. المحتوى الظاهر هو المحتوى الفعلي وصور الحلم - ما نتذكره عندما نستيقظ. ومع ذلك، يمثل المحتوى الباطن المعنى الأساسي الخفي للحلم، ويكشف عن رغباتنا اللاواعية.

يتطلب نهج فرويد من الحالم استكشاف المعاني الرمزية لعناصر الحلم. على سبيل المثال، قد يبدو الحلم بركوب القطار واضحًا ومباشرًا. ومع ذلك، يقترح فرويد أن كل جانب من جوانب الحلم، بما في ذلك القطار وفعل الركوب، يمكن أن يرمز إلى قضايا أو رغبات أعمق وغير واعية تحتاج إلى تفسير.

مهدت نظريات فرويد الطريق لعلماء نفس آخرين، بما في ذلك كارل يونج، الذي وسع النظرية لتشمل عناصر اللاوعي الجماعي المشتركة بين البشر، والتي تتجلى في الأحلام من خلال رموز أو نماذج أولية عالمية.

وعلى النقيض من هذه الآراء التحليلية النفسية، غيرت النظريات الأكثر معاصرة المنظور المتعلق بالأحلام. على سبيل المثال، تفترض النظرية المعرفية للأحلام أن الأحلام هي في الأساس امتداد لعمليات التفكير اليقظة لدينا، وتعمل كمحاكاة ذهنية تحدث أثناء نومنا. يشير هذا المنظور إلى أن الموضوعات والمخاوف التي نتعامل معها أثناء النهار تستمر في التأثير على أفكارنا وأحلامنا، مما يطمس بشكل فعال الخط الفاصل بين أنشطتنا المعرفية الواعية واللاواعية.

وعلى نحو مماثل، تفترض نظرية التنشيط والتوليف أن الحلم يحدث عندما تقوم القشرة المخية بتوليف الإشارات العصبية الناتجة عن النشاط في الجزء السفلي من الدماغ. تنشأ الأحلام نتيجة لمحاولات الدماغ لإيجاد المنطق في النشاط الدماغي العشوائي الذي يحدث أثناء النوم.

وعلى الرغم من تباين وجهات النظر حول غرض الأحلام ومعناها، فإنها تظل موضوعًا غنيًا للبحث والنظرية النفسية، مما يعكس الفهم المتطور للعقل البشري.